مقالات

(38) الإسلام… والقبلتين

الصلاة تهذيب للنفس الإنسانية وتأديب مع الله سبحانه وتعالى في داخل المسجد وخارجه، فهي عملية تهذيب وتأديب وتعليم دائمة ومتواصلة وتؤكد معاني كثيرة وعظات كبيرة لها علاقة بحياة الإنسان ووجوده في الحياة.

فالصلاة ركن من أركان العبادات، تعلم المسلم أهمية الالتزام بالوقت والحفاظ عليه، داخل المسجد وخارجه وتؤكد أهمية الذكر، قال تعالى: “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا” (النساء: 103).

فكما أن من الواجب عليه الحفاظ على تنظيم وقته مع الصلاة وليس تنظيم الصلاة مع وقته، عليه تنظيمه مع عمله وأسرته فتعلم الجميع الانضباط وأهمية الحفاظ على الوقت وأنه من ذهب، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

الصلاة تهذيب للنفس وعنوان النظافة

والصلاة عنوان النظافة وفيها الطهارة شطر الإيمان، فتقوي من الصحة المادية والبدنية وتحيي الطهارة المعنوية وتقوي من الحالة النفسية وتقضي على الأرق والقلق والاكتئاب، وتجعل الجهاز المناعي قادر على القضاء على كل الفيروسات حتى ولو كان فيروس كورونا، وتجعل الإنسان في مصاف الملائكة وتحميه من الوقوع في فخ الشيطان.

والصلاة تعلمنا حدود النظام وقوانينه داخل المسجد والحفاظ على هيبته وعدم التعرض لأحد فيه بالأذى والسوء، لأن الجميع ضيوف في بيوت الرحمن والتعدي على الآخرين فيه هو في الحقيقة والواقع من جنس التعدي على أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه، فعندما تجلس في المسجد عليك أن تجلس في أول مكان تجده أمامك ولا تأخذ مكان الآخرين وعليك بالذكر والصلاة والوقوف عند حدود نفسك.

والصلاة تعلمنا الصمت عند أداء الصلاة داخل المسجد والأدب في الحديث مع الآخرين وعدم رفع الصوت لا على الإمام ولا على غيره والحديث دون هرج أو مرج ودون نشر الإشاعات التي تضر الناس وتضر المجتمع.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق