(1) قيم… رمضانية
يُمثل نزول القرآن الكريم في شهر رمضان أهم الأحداث التي وقعت على الكرة الأرضية، كما أنه يمثل أعظم حدث على الإطلاق نزل من الملأ الأعلى إلى الأرض، لا يمكن التعبير عنه بالأحرف والكلمات والجمل والعبارات، مهما أوتي الإنسان من بلاغة في القول باللسان والجنان.
ولا يُمكن الحديث عن خلق الكون في سماواته وأراضيه السبعة، وبما فيها من كواكب ونجوم ومجرات ولا عن خلق الإنسان في خلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته ولا عن سائر المخلوقات القائمة على خدمته إلَّا بالحديث عن القرآن الكريم في أحرفه وكلماته وآياته وسوره فلولا نزول القرآن الكريم، ما وجد الكون وما فيه وما خلق الإنسان.
نزول القرآن الكريم في شهر رمضان
ومن هنا كان نزول القرآن الكريم، بما يمثله من آيات كبرى تلفت الإنسان إلى عظمة خالقه الله سبحانه وتعالى، فكان بمثابة مركز الدائرة في خلق الكون وخلق الإنسان وإلا ما عرف الإنسان شيء عن خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان وخلق الحيوانات والطيور والحشرات وخلق النباتات والجمادات والكائنات الدقيقة وما كان لكل هذه الكائنات وتلك الأجناس من وظيفة تقوم بها أو هوية خاصة تنتمي إليها بشكل عام والإنسان بشكل خاص.
ومن هنا كان من اللافت للنظر والمثير للانتباه في نزول القرآن الكريم، أن الله قد أعلن أنه هو الذي خلق الكون وخلق الإنسان وخلق سائر المخلوقات وبعث الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليه أحد من البشر الذين ينكرون عليه وجوده عوضًا عن خلقه لكل هذه المخلوقات من الكافرين والملحدين والمشركين والمنافقين وتظل الدعوة قائمة لله إلى أن يأتي من يرد عليه أو ينقضها من هؤلاء المغضوب عليهم والضالين ولن يرد عليه أحد.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الأولى والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان من أن نزول القرآن الكريم على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في رمضان، كان سببًا في معرفتنا بخلق الكون وخلق الإنسان وخلق سائر المخلوقات، وكان حديث من الله سبحانه وتعالي إلى خلقه محفوظ في أحرفه وكلماته وآياته عوضًا عن حفظه في اللوح المحفوظ.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد