مقالات

(13) قيم… رمضانية

واستمرارًا لهذه المسيرة الإنسانية كان كلما انحرف الإنسان عن منهج آدم عليه السلام بعث الله الأنبياء في كل قرية، لاستعادتهم إليه ولكن طبيعة البشر غلابة في الانحراف وتغليب الشر على الخير بالرغم من وجود بذرة الخير داخل الإنسان والتي في حاجة إلى من ينميها كي تعود إلى سابق عهدها وتستقيم على منهج الله.

فكان القرآن الكريم، هو امتداد للمنهج الذي علمه الله سبحانه وتعالى لآدم أبو البشر وانتقل هذا المنهج الرباني من أبنائه إلى أحفاده من بعده في سلسلة متصلة الحلقات على مدار التاريخ وكلما حادوا عن الطريق المستقيم وابتعدوا عنه وعبدوا الأوثان والأصنام واتخذوها آلهة كي تقربهم إلى الله زلفى فضلوا الطريق، بعث الله لهم أنبيائه ورسله مبشرين ومنذرين كي يوضحو لهم الطريق فيعيدوهم مرة أخرى إلى الطريق المستقيم.

وكان القرآن الكريم، هو آخر الكتب السماوية الذي ختم الله به مسيرة الأنبياء والرسل، سيرًا على هذا المنهج الرباني السماوي المستقيم على طاعة الله ووحدانيته عبر إرسال أنبيائه ورسله منذ آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم تعريفًا بوحدانية الله وعظم خلقه لكل هذه الكائنات الحية التي نراها أمامنا والكائنات الأخرى التي لا نراها.

المسيرة الإنسانية في الحياة 

وفي القرآن الكريم تحدثت الآيات الكريمة عن أهمية العبرة والعظمة التي يجنيها الإنسان من سيرة الأمم والشعوب على مر التاريخ الإنساني،فالحياة موقوتة بعمر الإنسان فيها ولا مهرب ولا مفر له من الله إلَّا إليه، فكانت هذه الرسالة المختصرة والقصيرة من القرآن الكريم للبشرية جمعاء، حتى تأخذ الحيطة والحذر في دنياها وتعمل كل الحساب لآخرتها، لأن كل شئ فانٍ مهما طال عمر الإنسان ومهما ملك زمام السلطة والمال ومعهما الحياة بزينتها المؤقتة في كل حال.

وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الثالثة عشرة والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان عن الدائرة الثانية في الدنيا في أن الخير هو الباقي في الآخرة وأن الشر هو الفاني في الدنيا وأن الإنسان مؤقت وليس أصيل في هذه الحياة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق