(47) قيم… رمضانية
لن يكون هنا علم ولا معرفة إلا إذا كان إنتاجنا من صنع أيدينا ومن طبيعة بيئتنا التي نعيش فيها من خلال إيجاد علماء من طراز فريد في كل التخصصات، يمتلكون المعرفة التي تؤهلهم من إضافة كل ما هو جديد مع تطوير كل ما هو قديم دون تباطؤ أو إخفاق في توفير كل عناصر الجد والاجتهاد والإخلاص والجدية وحسن النية والتفاني في العمل والصبر والمصابرة والرباط في وجود المقابل المادي والمعنوي الذي يكفي حاجات هؤلاء العلماء ماديًّا ومعنويًّا، ويدفع بهم إلى الكفاية والرفاهية.
لأنه لن يصنع مجد هذه الأمة سوى وجود هؤلاء العلماء والعمال المهرة من بني جلدتنا، فيديرون حياتنا بشكل عملي يتسم بالوعي والانضباط في وجود بؤر علمية في كل التخصصات بعيدًا عن الفوضى والعشوائية، حتى نتمكن من الخروج من شرنقة التخلف والفقر والجهل والجوع والحرمان.
ولن يكون للعلم والمعرفة معنى إلَّا إذا استقيناه من معرفة حقيقية بشموخ لغتنا العربية وبتميز هويتنا المصرية وبصحة عقيدتنا الإسلامية وكل هذه الأسس تؤهلنا لكي نصنع نموذج حضاري في حياتنا، فنملك بها حاضرنا من خلال تعزيز وتعظيم قوتنا الذاتية ونتقدم بها خطوات وثابة إلى الأمام في مستقبل واعد لهذه الأمة الفتية.
وهذا يستدعي وجود شيوخ من الحكماء في كل المجالات يتميزون بالصدق والأمانة والخبرة والحيادية في كل المجالات حتى يتمكنوا من خدمة الناس وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة التي كانت سببًا في تدمير البلاد وإفقار العباد من خلال عمل دؤوب ومنظَّم يتميز بالدقة وحسن الأداء ويتسم بالانضباط.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة السابعة والأربعون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا، تؤكد أن الاعتماد على الذات هو حجر الزوايا في تقدم البلاد وإصلاح حال العباد.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر