جاء الرد مباغتًا وحاسمًا على الفرعون بعد ادعائه الألوهية وجاء الانهيار سريعًا لملكه على يد طفل رضيع هرب من الذبح في السنة التي ذبح فيها الفرعون مائة ألف طفل من بني إسرائيل، فاختاره الله من أحفاد أسباط يعقوب عليه السلام وهو موسى عليه السلام.
وكانت بداية النهاية لفرعون على يد نهر النيل، جاء الأمر المباشر من الله سبحانه وتعالى إلى نهر النيل، بحمل نبي الله ورسوله موسى وهو طفل رضيع وحمايته من بطش فرعون، فأوصله بأمن وأمان وسلام إلى بيت فرعون، فنرى معجزة كبرى من معجزات نهر النيل .
ونرى كيف حمل نهر النيل أمانة حمل موسى ونقله وهو طفل رضيع في تابوت من بيته، بعد هروبه من الذبح على يد جنود الفرعوني إلى بيت الفرعون الطاغية، قال تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى أم مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عليه فَأَلْقِيهِ فِي إلىمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إلىكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” (القصص: 7).
وعندما علم جنود فرعون بوجود موسى، ألقته أمه في النيل بناء على إلهام من الله، فأخذه نهر النيل وأوصله إلى بيت فرعون، فربى فرعون موسى في بيته نكاية فيه، وكان سبب في هدم ملكه وهلاكه، قال تعالى: “أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي إلىمِّ فَلْيُلْقِهِ إلىمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ علىكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي” (طه: 59).
دور نهر النيل في حماية موسى عليه السلام
فلعب نهر النيل دور محوري في حماية موسى وحفظه من بطش فرعون وملأه، وهذا الدور البناء الذي قام به نهر النيل في حماية موسى وبني إسرائيل في مصر، كان السبب في استحواذه على 60% من آيات القرآن الكريم، ولولا نهر النيل وحفظه لموسى، ما كان هناك موسى ولا توراة ولا مناجاة ولا موقع أو مكانة لبني إسرائيل عند الفرعون وقومه .
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فنهر النيل الذي حافظ على حياة موسى، كان وراء كل الأحداث الجسام والآيات الكبرى التي قصَّها القرآن الكريم عن فرعون وقومه وموسى وقومه، فجلب الرسالة والعمار لموسى وجلب لفرعون الخراب والدمار.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد