مقالات

إعجاز الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون.. الخلافة في الأرض

يعتقد الكثير من الناس أن أمر الخلافة خاص بالمسلمين، دون غيرهم من البشر، بالرغم من الخلافة التي مضت في حياة الإسلام.

كانت الخلافة الراشدة (27 سنة)، والخِلافة الأموية (99 سنة)، والخلافة العباسية (524 سنة)، والخلافة العثمانية (650 سنة).

وانقرضت كل هذه الخلافات واختفت لأسباب كثيرة، ولكن بقيت الخِلافة التي لا تنقرض أبدًا، لأن انقراضها يؤذن بانهيار الكون واختفاء الإنسان وسائر المخلوقات.

وهذه هي الخِلافة الحقيقية الموجودة في الحقيقة والواقع، وعلى أرض الواقع، وأمر هذه الخلافة سائر، في كل المخلوقات الموجودة في الكون بما فيها  من كواكب ونجوم ومجرات.

وسائرة في الإنسان بما فيه من خلايا وانسجة وأعضاء واجهزة، وفي الحيوان والطيور والحشرات وفي النباتات، وفي الجمادات، وفي الميكروبات وفي الفيروسات وفي الفطريات وفي الطفيليات وسائر المخلوقات من الملائكة والجن وغيرها.

ولولا وجود أمر الخِلافة، لانقرضت كل هذه المخلوقات، واختفت في لحظة واحدة من عمر الزمان فكل شيء في الكون فيه معني الخلافة، ما يعني أن أمر الخلافة قائم وممتد في البشر وسائر المخلوقات إلى قيام الساعة.

وقد أشار القرآن الكريم، إلى أمر الخِلافة، عندما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة بذلك، فوصلت الخلافة إلى ذرات سائر المخلوقات، قبل أن تخلق.

فكانت مثل الكأس الذي شربت منه كل الكائنات قبل وجودها، ولا بديل عنها في التحكم في الكون والحياة، بأمر الله سبحانه وتعالى.

وقد أكد سبحانه وتعالى في أول إعلان عن أمر الخِلافة قال تعالي: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” (البقرة/ 30).

فسمعت كل المخلوقات أمر الخِلافة، وهي في العدم وقبل أن تخلق، فدارت سائر الكائنات الموجودة في الكون مع أمر الخلافة، حيث تدور، فأصبح كل شيء فيه معني الخلافة.

وهذا فيه إعجاز عظيم، لمعنى الخِلافة في الأرض، والتي تمثل روح الكون ووجوده، وتدير كل شيء في الكون والأرض، ولولا الخلافة لأصبح وجود الكون والإنسان عدم علي حد سواء.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق