فلسفة الأمراض

فلسفة الصحة والمرض في حياة الإنسان

فلسفة الصحة والمرض لها أهمية كبرى في حياة الإنسان..

الصحة كنز عظيم ونعمة كبيرة أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان حتي يتمكن من خدمة نفسه أولًا.

وكذلك خدمة أسرته ثانيًّا ثم خدمة البيئة المحيطة به في المجتمع الذي يعيش فيه.

هذا ما ذكره الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر.

وقال إنَّ الصحة هي الأصل في الحياة والمرض هو الاستثناء، ولذلك كانت المقولة المشهورة، التي تتحدث على أن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء.

تلك المقولة لا يشعر بها إلا المرضى، لتوضيح حجم وطبيعة العلاقة بين الصحة والمرض، وتساءل “هل هي كذلك وحسب؟”

وراء فلسفة الصحة والمرض في الإنسان، سر من أسرار الخلق، يجب النظر فيه باستفاضة والبحث عنه بعناية.

ذلك خاصة أن بقاء الإنسان في الدنيا محدود، والعلاقة بين قضية الصحة والمرض موقوت بعمر الدنيا القصير .

وتساءل “يونس”: هل الأسرار التي لم تبوح بها صحة الإنسان للإنسان، ما زالت غامضة عنَّا ولا يشعر بها الإنسان السليم إلا إذا أصيب بمرض أثر على حاسة من حواسه؟

مثلًا لا يشعر الإنسان بوجود عينيه، إلا إذا أصيبت إحداهما أو كلاهما بمرض، حينها يدرك أن له عينين.

وهكذا في بقية الحواس الخمسة في السمع والشم والتذوق واللمس، وفي بقية خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة.

هل وجود المرض دليل على وجود الصحة التي سبقته؟، حيث رأى أنه لولا وجود المرض، ما شعر الإنسان بنعمة الصحة عليه، والتي يتمتع بها بلا حساب، على ما وهبه الله سبحانه وتعالى من خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة، وجسم كامل البناء، ماديًّا ومعنويًّا.

سوف يدفع ثمن هذا الحساب في الآخرة، بعد أن حصل على نعمة الصحة في الدنيا مقدمًا بلا حساب.

من هنا تظهر العلاقة الوطيدة بين الصحة والمرض، علاقة أبدية، لم يكن في حد ذاتها، تعني تفوق الصحة على المرض فيظل الإنسان صحيحًا ما دام على قيد الحياة أو تعني تفوق المرض على الصحة فيظل الإنسان مريضًا وسقيمًا ما دام على قيد الحياة.

لكن هناك فلسفة حقيقية وعلاقة وطيدة خفية، عن عمق وطبيعة العلاقة بين الصحة والمرض وتأثر كلاهما بالآخر عن قرب أو عن بعد.

يمكن البحث عنها، واستنباط حقائقها وتدوير معانيها والبناء عليها، وإلَّا ما أصبح الصحيح صحيحًا، وما ظل المريض مريضًا في وجود التشخيص والعلاج.

ما تظهره الصحة يخفيه المرض، وما يظهره المرض تخفيه الصحة، من خلال عملية تباديل ممنهجة وتوافيق مبرمجة لا نهائية.

وما بين الاثنين خيط رفيع، يريد أن يخبرنا عن شيء ما، كي يظهر جزء محدود من الحقيقة اللا محدودة، على حقيقته أمام الناس.

حتى ولو كان يعبر عن جزء هامشي محدود من الحقيقة الغائبة، وهي كذلك بالدليل والبرهان، وهذه غائبة عن عامة الناس وخاصتهم بشكل عام، ولا يعرفها الأطباء بشكل خاص.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق