مقالات

(16) مكانة العلم والعلماء في الإسلام 

أمَّا إذا لم يتمكن العلم من حل مشاكل الإنسان وجعل نفسه راضية بعد حصوله على كل متطلباته الأساسية في الحياة ويمنع الجشع والطغيان فلا قيمة للعلم ولا وجود للعلماء ولا هدف لكل هذه التمثيلية التي تتحدث عن العلم والبحث فيه في وجود الفقر والجهل والأمية.

ومن هذا المنطلق تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشير إلى فضل العلم ومنزلة ومكانة العلماء عند الله سبحانه وعند الناس.

وهناك الكثير من الأحاديث التي تتحدث عن هذا الفضل، ما يشجع الناس على التسابق في طلب العلم ويدفع العلماء إلى التطوير والابتكار والاختراع لحل مشاكلهم ومعرفة مكانة ومنزلة العلماء عند الله سبحانه وتعالى ومكانة الله سبحانه وتعالى عند العلماء.

العلم يساعد على حل مشاكل الإنسان

فطلب العلم وتعلمه والبحث فيه واستنباط ما فيه من أفكار وتحويلها إلى منتج يستفيد منها كل الناس ليس واجب فقط وإنَّما أيضًا فريضة فرضها الإسلام في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.

ولم يكن طلب العمل فريضة في الحياة الدنيا، بعمرها المؤقت وزمانها القصير المحدود وإنما كان وما زال وسيظل الحديث عن الأهمية القصوى للآخرة، لأنها دار المستقر والتي من أجلها خلقت الدنيا.

ومن هنا كان أهمية امتداد العمل في الآخرة بالعمل حتى بعد موت الإنسان وانقطاعه عن الدنيا في الصدقة الجارية والعلم المنتفع به والولد الصالح الذي يدعو له وكلها نتائج وثمار العلم في الدنيا، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.

والحصول على العلم المادي وتحصيله والحفاظ عليه علاوة على العلم اللدني يحتاج إلى سلامة القصد وحسن النية وصفاء النفس والإخلاص في القول والعلن والعدل والصدق والأمانة والشفافية ورقابة الله سبحانه وتعالى في كل الأحوال؛ عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة ” رواه مسلم.

بل إن الإسلام الذي يجب أن نعرفه قد جعل من تحصيل العلم جهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، لأنَّ الهدف من العلم والغاية من تعلمه معرفة الله سبحانه وتعالى وفهم لقضية خلق الكون والإنسان.

 وهذا يصب في نهاية المطاف في صالح الإنسان، في تحصيل خيري الدنيا والآخرة معًا عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “من خرج  في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع” رواه الترمذي هداية وحوافز.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق