مقالات

(7) فلسفة الصحة والمرض في البشرة

لون البشرة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوقاية من أشعة الشمس، حيث توجد علاقة مباشرة بين لون البشرة والتوزيع الجغرافي للأشعة فوق البنفسجية حول العالم، فالمناطق التي تتعرَّض لكميات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية تكون قرب خط الاستواء ويكون لون بشرة سكانها  غامق وداكن.

أمَّا المناطق البعيدة عن المناطق الاستوائية والمناطق القريبة من القطبين يكون تأثير الأشعة فوق البنفسجية أقل كثافة ويكون لون جلد سكانها فاتح.

ويختلف لون البشرة حسب كمية الميلانين التي تنتج بواسطة الخلايا الملونة الموجودة في البشرة وحسب الكميات والأنواع المختلفة من الميلانين حيث يتحكم الميلانين في كمية الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس والتي تخترق الجلد عن طريق الامتصاص كما أن الأشعة فوق البنفسجية تُساعد في إنتاج فيتامين د اللازم للحفاظ على كفاءة العظام وحماية الجهاز المناعي.

تأثير الشمس على لون البشرة

وإذا كانت البشرة تتميز بقدرتها على امتصاص أشعة الشمس مع حماية الجلد من الآثار الضارة لهذه الأشعة، فإنَّ التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يُمكن أن يؤدي إلى إصابة الجلد بحروق حسب درجة التعرض، فالأشعة البنفسجية  A تكون أول النهار قبل الساعة العاشرة صباحًا وبعد الساعة الرابعة بعد الظهر مساءً وبينهما من 10-4 الأشعة فوق البفسجية B.

وتعرض الحامض النووي لخلايا البشرة يؤدي إلى تكسره ثم يُعاد تكوينه مرة أخرى بنفس المكونات السابقة بمعنى يبقي حامض نووي جديد بمواصفات قديمة في الأشخاص العادية دون أن يشعر به صاحب البشرة بشكل مُتكرِّر.

ويحدث هذا دون أن نرى الخلية ولا الحامض النووي الموجود داخلها ولا الإنزيم المسئول عن تكوينه مع أنَّه موجود، وهذا يقضي على فكر الملحد الذي ينكر وجود الله لأنَّه لا يراه وفيه معنى البعث والفناء في الدنيا على مدار اللحظة والذي ينكره الكافر في الآخرة.

ودورة تكوين الحامض النووي دائمة ومتصلة بشكل طبيعي دون أن يراها أحد، أما في بعض الحالات الوراثية التي يتعرض فيها الحامض النووي للتكسير ولا يستطيع استعادة تكوين نفسه مرة أخرى نتيجة لحدوث تلف به، فيؤدي هذا إلى حدوث خلل في تكوينه مع سلسلة طويلة ولا نهائية من سرطنات الجلد، التي تؤثر على كل خلايا البشرة وتؤدي إلى الوفاة المبكرة مثل حالات جفاف الجلد المصطبغ.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق