(11) فيروس الكورونا… والصين في وجه العاصفة
مشكلة البشر الذين يعيشون في هذا العالم أنَّهم لا يريدون أن يعرفوا أن إمكانياتهم المادية محدودة ومهما أوتوا من علم مادي ومهما جمعوا من مال فلا قيمة له ولا مكان بجوار العلم النوراني الذي يُهيمن على الكون ويسيطر على الإنسان وسائر المخلوقات.
ومن هناك كانت مشكلة البشر منذ خلق آدم علىه السلام إلى قيام الساعة أنَّه إنسان ضعيف لا قيمة له ولا وجود إلَّا بالالتجاء والتضرع إلى خالق الوجود الله سبحانه وتعالى حتى يحميه من الأخطار التي تحيط به من كل جانب بشكل عام والأوبئة والفيروسات الموجود في داخلة وحوله بمئات الترليونات.
فالإنسان لن يستطيع حماية نفسه من كل هؤلاء الأعداء الذين يتربصون به بالليل والنهار ولا يراهم مثل الكائنات الدقيقة في الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات ويكفي الإنسان شرفًا أن الله سبحانه وتعالى قد منحه جهاز مناعي قوي وجبار للحفاظ على حياته وقادر على حمايته من كل الأخطار التي تحيط به ويتعرَّض في جميع الأوقات وقادر على تحييد هذه الأوبئة لو أمكن استخدمه بشكل قوي وفعال.
ومع ظهور النسخة الجديدة من فيروس الكورونا هرع العالم وفرَّ البشر وتحرَّكت منظمة الصحة العالمية ومعها المنظمات الإقليمية والمحلية من أجل السيطرة على فيروس ضعيف لا يتعدى حجمه 16 نانو ميتر، فقام العالم كله ومؤسساته الدولية على قدم وساق ولم يقعد بعد أن أرعبهم المرض الذي فاق كل التوقعات.
الإسلام يعالج مشكلة البشر
وكانت النظافة الشخصية التي دعا إليها الإسلام في الوضوء والاستنجاء والاستحمام رادع قوي للكثير من الكائنات الدقيقة وهي الإرشادات التي تطالب بها المنظمة الصحية العالمية مع تناول الأطعمة الحلال التي توِّفر مزيد من الأمن والأمان للحفاظ على صحة الإنسان.
وإذا كان الإسلام دين الفطرة أهداه الله سبحانه وتعالى إلى البشرية حتى يؤمن حاضرهم في الدنيا ويؤمن مستقبلهم في الآخرة، فقد اهتم بالنظافة الشخصية والجسدية والنظافة المعنوية إلى أبعد الحدود.
وبالرغم من الحرب الشعواء والظلم الذي وقع على المسلمين في دينهم وقتل منهم الغرب عشرات الملايين دون ذنب أو جريرة ارتكبوها إلَّا أنهم مسلمون، فهل يعز المسلمين في دينهم بدخول قارة آسيا الإسلام بشكل عام والصينيين بشكل خاص؟.. أعتقد أن هذا سيحدث في طرفة عين، وليس ذلك على الله بعزيز.
فبين عشية وضحاها يُغير الله سبحانه وتعالى الحال من حال إلى حال، فيدخل الناس جميعًا في دين الله أفواجًا.
مصداقًا لقوله تعالى: “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا” (الكافرون/ 1).
وإذا كان وجود فيروس الكورونا يقضي على فكر الملحد وفكر الكافر، فهل سيكون فيروس الكورونا وغيره من الفيروسات رسالة من السماء إلى أهل الأرض.. وهل هي رسالة تحذير وردع للعالم أجمع بشكل عام وللملحدين بشكل خاص بضرورة العودة السريعة إلى الله سبحانه وتعالى وإلا سيكون مصيرهم مثل مصائر باقي الأمم والشعوب الذين قضى الله عليهم وأزالهم في لحظات أم أن البشر سوف يفيقون من ثباتهم العميق ويستعيدون وعيهم ويعودون إلى خالقهم عودًا حميدًا؟
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات