مقالات

(13) البشرة… والملحد والكافر

إذا كانت البشرة العادية لا تعبر عن السعادة الحقيقة، إنما هي تعبير طبيعي لحالة الإنسان الذي يكون عليها  كما هو قلبًا وقالبًا فمظهره الخارجي مثل جوهره الداخلي وهذا يظهر بشكل طبيعي على البشرة الخارجية ويكون فيه الشخص صادق مع نفسه وصادق مع الآخرين دون زيف أو خداع أو أكاذيب.

 أمَّا الإنسان المنافق الذي يختلف مظهره مع جوهره فلا يظهر سلبياته على الناس ويخفي حقيقة نفسه ويُحاول تقمص شخصية الصادق الأمين في مظهره، مع أن مخبره يؤكد أنه كذاب لئيم، ويقع القناع الذي يحاول اخفائه عن الناس في لحظات من خلال سقطاته فالكذاب لا يكون صادقًا دائمًا، فإذا كان كذوبًا فيجب أن يكون ذكورًا وهذا مستحيل وبالتالي يسقط الكذاب بعد تغير قناع البشرة الذي يرتديه في أول اختبار.

والنفاق يظهر حقيقة الإنسان ويعبر عن خلل في ملكاته الداخلية مع تصرفاته الخارجية والتي يحاول اخفائها عن الآخرين بالخداع والاحتيال ومع ذلك يؤكد المنافق من خلال نفاقه وجود الله سبحانه وتعالى بالرغم من أننا لا نراه، وهذا يقضي على فكر الملحد كما يؤكد البعث والفناء في كل حركاته وتصرفاته، فيقضي على فكر الكفر الذي ينكر البعث بعد الموت.

وتعبير السعادة الحقيقية الذي يبعث في النفس التفاؤل والسرور ويظهر على البشرة ويحل محل البشرة العادية لحظي لا يتعدى ثوانٍ معدودة، يرتدي فيها الشخص قناع من السعادة سرعان ما يختفي لتحل محله البشرة العادية وكل مظاهر قناع السعادة الطبيعي الذي يغطي البشرة، يقضي على فكر الملحد والكافر في الدنيا وكل التغيرات التي تحدث للبشرة في حالة السعادة ثم عودتها إلى حالتها العادية، تؤكد أن الله موجود حتى ولو لم نراه، وتؤكد قضية البعث بعد الموت.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق