مقالات

(2) الإسلام… والقبلتين

ما يحدث من تبديل على مستوى آيات الكون وعلى مستوى آيات القرآن الكريم، يواكبه تبديل وتغيير على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة في الإنسان وسائر المخلوقات الحية حتى لا تنقرض وتظل بحيويتها ونشاطها، حتى يتمكن الإنسان من حماية نفسه من الظروف البيئية التي تحيط به من كل مكان.

وهذا التبديل يحدث لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى، من أجل استمرار الحياة في الكون والحفاظ على زخمه وليس لأحد الحق في الاعتراض أو التدخل فيه ولا الحديث عنه أو التعليق عليه، لأنه أمر من الله سبحانه وتعالى لمخلوقاته، مصداقًا لقوله تعالى: “وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ” (يونس: 15).

وإذا كان التبديل سنة كونية ويحدث لشيء موجود بشيء غير موجود في الكون، فليس من الأسهل والأقرب إلى تفكيرنا في أن يحدث تبديل موجود بموجود وهذا ما حدث مع القبلتين، من تبديل القبلة الأولى في بيت المقدس بالقبلة الثانية في الكعبة المشرفة، فهي سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون ولن تجد لسنة الله تبديل أو تحويلًا، كما قال تعالى: “سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا” (الأحزاب: 62)، وقوله تعالى: “اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا” (فاطر: 43).

وكانت رحلة الإسراء والمعراج تأكيدًا من الله سبحانه وتعالى على انتقال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، فكل صلاة في القبلتين تُمثل إسراء بالجسد ومعراج بالروح إلى الملأ الأعلى، مما يؤكد حدوث رحلة الإسراء والمعرج بالجسد والروح.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق