مقالات

(4) قيم… رمضانية

هذا معناه أيضًا أن وحدة الخلق في النواة الحية والكون تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك وحدانية الخالق سبحانه وتعالى وفي غياب الروح والحامض النووي في الخلية الحية وفي غياب الكون، فهل توجد حياة أو دنيا أو آخرة، بالطبع لا فلولا هذه المخلوقات ما كان الإنسان وما كانت الحياة.

وإذا كانت الدوائر الثلاثة تتحكم في حياة الإنسان في الدنيا، فإن الدائرة الأولى غامضة عنَّا، والتي فيها الله ولا أحد غيره وإذا كان الله غيب عنَّا، فإن كل مخلوقاته في هذه الدائرة غيب عنا أيضًا من العرش وحملته والكرسي واللوح المحفوظ والقلم وسدرة المنتهى والبيت المعمور، وهذه الدائرة تتحكم في كل الدائرتين الثانية والثالثة.

صحيح أن الله غيب عنا ومن رحمته بنا ألا نراه في الدنيا، لأننا غير مجهزين لهذه الرؤية لكي نراه ولكننا في الآخرة سوف نراه، بعد إعادة خلقنا مرة أخرى وعندما أراد موسى عليه السلام أن يرى ربه، تجلى الله له على طور سيناء فخر موسى صاعقًا، ما يعني أننا في حاجة إلى تجهيزات لرؤيته سبحانه وتعالى.

وهذا ما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج وإذا كنا لا نرى الله في الدنيا، فإن آثاره في الكون والحياة تدل على وجوده فكل المخلوقات في الدنيا من جمادات ونباتات وحيوانات منقادة لأوامره ورضيت أن تكون مُسخَّرة في الكون لخدمة الإنسان، لا أن تكون مختارة.

وهذا الانقياد والتسخير، هو الذي جعل كل هذه المخلوقات تقوم بعملها المتقن في وقت واحد وبشكل دائم ومعجز ومبهر بلا كلل أو ملل.

وحدة الخلق في النواة الحية تؤكد وحدانية الخالق

وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الرابعة والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة، وأفصح لنا فيها رمضان عن الدائرة الأولى وبيَّن لنا قيمتها فنحن لا نعرف شيء عنها مع أنها تتحكم في الدنيا والآخرة وتمثل غيب مطلق لنا لا يعرف الإنسان عنها شيء الإ بقدر ما قال الله وقال رسول الله.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق