مقالات

(4) أبجديات التعليم في الإسلام.. العلق- القراءة- القلم

يبدأ تكوين العلق بتكوين النطفة من الحيوان المنوي والبويضة ليتكون على أثرها الخلية المخصبة الأولية والتي تحتوي على الحامض النووي للحيوان المنوي للأب والحامض النووي لبويضة الأم،  وبعد عشرة أيام يتكون العلق.

وسميت بذلك لأنها تتعلق بجدار الرحم وتنغرس فيه، إيذنًا ببداية خلق الإنسان وتكوينه في أحسن صورة، وتحتوي العلق على 250 خلية جزعية لتكوين الجنين.

فلولا خلق الله سبحانه وتعالى للعلق ما خلق الإنسان ولولا وجود العَلق، ما وجد إنسان على ظهر الأرض ولولا وجود العَلق ما خلقت الأرضين السبع ولولا وجود العلق ما خلقت السماوات السبع، ولولا وجود العلق ما خلقت سائر الكائنات من الملائكة والجن ومن حيوانات وطيور وحشرات ونباتات وجمادات وكائنات دقيقة مثل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات وغيرها من سائر المخلوقات.

العلق سببًا في خلق المخلوقات

فوجود العلق كانت سببًا في خلق كل هذه المخلوقات في الأرض وفي السماوات ووجود العلق كانت سببًا في معرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته وطاعته ولولا وجود العلق، ما عرفنا الله سبحانه وتعالى، وما عرفنا شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، وكان كل شيء عدم في عدم.

إذن هي تعني حياة الإنسان ووجوده بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسائر المخلوقات بغض النظر، عن بداية خلق آدم أبو البشر من تراب والتي سوف نتكلم عنها باستفاضة في المقالات التالية، ولهذا تصدرت صدر سورة العلق وأخذت عنوان العلق.

فما الذي جعل القرآن الكريم والذي نزل منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة، وكانت علوم البشر عن خلق الإنسان وتطوره، في هذا الوقت من الزمن محدودة إلى درجة العدم وكان علم الأجنة عدم أن يضع هذا العنوان الطبي الذي يخص علم الأجنة ومسماه، لأول سورة نزلت منه دون الخوف من أن يأتي أحد بعد ذلك فيكذب خلق الإنسان من علق.

لولا أن الله سبحانه وتعالى، هو الذي خلق العَلق، وهو الذي أنزل القرآن الكريم وهو خالق البشر، وهو العالم بتكوين هذا الإنسان من علق.

فلو كان القرآن الكريم من عند البشر، ما وضع هذه الحقيقة العلمية الثابتة عن خلق الإنسان من علق، والتي لم ولن تتغير بمرور الزمن، خوفًا من أن يأتي أحد من البشر، ويقول إن الإنسان ليس مخلوقًا من علق فيهدم القرآن من أساسه.

لكن كونه من عند الله، كان هذا الاستهلال الطبي في أول سورة من سور القرآن الكريم، لأن الله أعلم بخلقه وكيف أنشأ وكيف خلق الإنسان من علق.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق