مقالات

(6) فيروس الكورونا… والصين في وجه العاصفة 

حاصر فيروس الكورونا الصين في داخلها وحوَّل الكرة الأرضية، فتم ترحيل الصينيين وطردهم من كل بلاد العالم لأنَّهم يحملون الفيروس المعدي القاتل وعندما تمادى الصينيون في غيهم وتقمصوا شخصيات المتجبرين على مدار التاريخ.

فأذلهم الله سبحانه وتعالى ببعث هذا الفيروس القاتل الذي لا يتعدى حجمه واحد من مليار من الميتر وجعلهم عبرة لمن يعتبر وحوَّل بلادهم إلى مستعمرات مغلقة كما فعلوا مع المسلمين الصينيين الذين تم اعتقالهم وحوَّل مدنهم إلى سجون مغلقة فأتاهم فيروس الكورونا من حيث لم يحتسبوا فقذف في قلوبهم الرعب وفرَّ الناس من الصين خوفًا من العدوى بعد أن كانوا يذهبوا إليها أفرادًا وجماعات، فأحدث انتكاسة خطيرة في اقتصادهم وحوَّلهم إلى أضحوكة في العالم.

وبالرغم من تعبير الكثير من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة أكثر من مرة عن قلقها بعد ورود تقارير عن اعتقالات جماعية للإيغور المسلمين وتعذيبهم بشكل عنصري وطائفي ودعت لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات الاعتقال تحت دعاوى كاذبة مثل مكافحة الإرهاب وكانَّ اعتقال المسلمين الصينيين دون ذنب ارتكبوه لا يُمثل إرهاب الدولة الصينية، التي لا تريد من مسلم أن يذهب للصلاة في المسجد وتمنعهم من قراءة القرآن الكريم بعد مصادرة المصاحف بدعوى محاربة الإرهاب.

في الوقت الذي تمنح فيه الحرية الدينية لكل الأقليات وسائر الملل والنحل وتبدي تعاطفًا معهم وتحمي حقوقهم أمَّا المسلمين في الصين ليس لهم حقوق وعليه تقوم الحكومة المركزية بسجنهم وتعذيبهم وقتلهم والعالم يتفرج عليهم دون حساب أو عقاب.

ظلم الصين للمسلمين

وتعترف الصين باحتجازها لبعض المتشددين دينيًّا لإعادة تعليمهم وتأهيلهم وتتهم الصين من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين والانفصاليين بإثارة الاضطرابات في المنطقة بالرغم من مطالبتهم السلطات المحلية بإعطائهم حقوقهم مثل باقي الأقليات الأخرى.

وكانت لجنة معنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد أكدت تلقيها الكثير من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون فرد من أقلية الإيغور المسلمة في الصين في مراكز لمكافحة التطرف ويتعرضون لكل أصناف التعذيب لأنهم مسلمين.

وقالت غاي مكدوغال وهي من لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إنها تشعر بالقلق إزاء تقارير عن تحوّل منطقة الإيغور، ذات الحكم الذاتي إلى معسكر اعتقال هائل.

وها هو فيروس الكورونا يُحوِّل الصين إلى معتقل كبير بعد ظلمهم للمسلمين؛ وقد رأينا عبر وسائل الإعلام العالمية زيارة رئيس الصين المساجد وزيارة رئيس الوزراء المساجد والصلاة فيها مع المسلمين لعل الله يزيح عنهم هذه الغمة، فهل استوعب الصينيون الملاحدة الدرس وهل سيعاملون المسلمين في الصين مثل باقي الطوائف؟.. الأيام المقبلة سوف تُجيب على هذا التساؤل.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق