مقالات

(16) البشرة… والملحد والكافر

البشرة كلمة جامعة ومن المعجزات الكبرى والمنح العظمى التي منَّ بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان والتي لن يستطيع أحد من البشر أن يُوفيها حقها في التعبير والكلام عنها مهما جمع من الأحرف في كلمات ووضعها في جمل وعبارات وملأ بها الأسطر في صفحات في فصل متصل بفصول مجموعة في باب متصل بأبواب ليكون كتاب في كتب تملأ ما بين الأرض والسماء وحتى لو قرأها لن يستطيع أن يوفيها حقها على الإنسان مهما طال به الزمان.

هذا بالنسبة للجزء المادي للبشرة وإذا كانت البشرة خليط من ترابية الجسد ونورانية الروح، فإنَّ الروح تُمثِّل 99.99% من نفس الإنسان، بينما تُمثل المادة في الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة 0.01%، فالروح تُمثِّل كل البشرة إلَّا القليل وهي نموذج حي على وجود الله سبحانه وتعالى داخل الإنسان بشكل عام وداخل بشرته بشكل خاص حتى ولو لم نراه.

والبشرة كلمة من جوامع الكلم تُعبِّر في أحرفها عن وجود الإنسان ووظيفته في الحياة ويكفيها شرفًا أنَّها تُميِّز كل إنسان عن الإنسان الآخر في الشكل والمضمون، فلولاها ما وجد آدم ولولاها ما عاش آدم ولولاها ما انتقلت منه إلى أبنائه وأحفاده على مدار الزمن وما أخذ البشر اسمهم منها فكان آدم عليه السلام أبو البشر.

البشرة من المعجزات الكبرى

والبشرة فيها الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء، ولولا وجود هذه الأعمدة الخمسة ما وجدت البشرة ولا مكوناتها في الدنيا ولذلك نُلاحظ أن كل شيء في البشرة في تركيبها وألوانها وأنواعها فيه معنى الأعمدة الخمسة التي تتحكم في الكون وفي وجود الإنسان.

بل أن البشرة بمكوناتها المادية والنورانية لها دور محوري في الحفاظ على وجود الكون واستمراره ووجود الإنسان في كل مراحل وجوده وإذا كان البشرة له دور في الخلافة التي منحت لآدم عليه السلام وسائر المخلوقات بما فيها البشرة، فإنَّ لها دور في البعث والفناء وفي الحفاظ على وجود الإنسان ووجود الكون ولها دورة حياة في الكون وفي الدنيا بعد اختفاء وموت صاحبها، فتنمي من حسنات المؤمن وتزيد في سيئات الملحد والكافر والمشرك والمنافق فهي كلمة الله سبحانه وتعالى وكتاب مفتوح في الدنيا تسجل كل أفعال الإنسان في الحياة ببصمته ولا ينتهي عملها إلَّا بقيام الساعة.

وطبقات البشرة الخمسة فيها معنى الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون، كما أن لون البشرة الستة، فيها أيضًا معنى الأعمدة الخمسة، كما أن نوع البشرة الخمسة فيها معنى الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق